• المشروبات الغازية هى مشروبات تحتوى بالاساس على مياه غازية ومنكة طبيعى او اصطناعى و محلى كالسكر او شراب سكر الذرة المركز( الفركتوز) او عصير الفاكهة.
• كما يمكن استخدام بعض بدائل السكر كمحلى وخاصة فى مشروبات الحمية .
• يمكن استخدام اى من هذه المحليات بمفردها او مزجها معا للحصول على درجة الحلاوة المطلوبة.
• ويمكن ان تحتوى المشروبات الغازية على مكونات اخرى كالكافيين او المواد الحافظة او بعض المكونات الاخرى . 
• واذا بحثنا عن اصل تلك المشروبات الغازية سنصاب بالدهشة اذ تعتبر فكرة  المشروبات الغازية نشأت فى الاصل فى العالم الاسلامى خاصة فى العصر الذهبى للحضارة الاسلامية .

تاريخ المشروبات الغازية ..

• حيث تعتبر المشروبات الغازية  هى التطور لعصائر الفاكهة المحلاة بالسكر او العسل والتى كانت منتشرة فى البلاد الاسلامية .
• أمثلة للتلك العصائر الشربات بمختلف نكهاته او عصائر الليمون المحلى وعصائر التفاح والنعناع المحلى وغيرها الكثير من المشروبات المحلاة التى كان يستخدمها المسلمون انذاك.
• وانتقلت بعد ذلك تلك المشروبات  الى اوربا ففى انجلترا مثلا فى القرن السادس عشر فى عهد  حكام أسرة تيودور بين عامي (1485 – 1603) ميلادية.
• انتشر مشروب عرف باسم المياه الامبراطورية وكان عبارة عن مشروب الليمون المحلى.
• والذى كان يحتوى ايضا على كريم الترتار وهو ناتج ثانوى ينتج من عملية صناعة الخمور.
• وتعتبر الليموناضة هى الصورة الاولية للمشروبات الغازية والتى كانت تصنع من عصير الليمون المحلى بالعسل.
• وانتشر هذا المشروب كثيرا بين سكان اوربا. حتى انه كان يوجد بعض الشركات التى كانت تحتكر صناعة الليموناضة فى فرنسا
• كان البائعين في فرنسا يجولون فى شوارع باريس حاملين خزانات الليموناضة لسكان باريس.
• عام 1767 م فى القرن الثامن عاشر استطاع العالم الانجليزى جوزيف بريستلى ولاول مرة اضافة ثانى اكسيد الكربون الى المياه الغازية.
• وبعد ذلك توالت التحسينات والاضافات للمياه الغازية سواء كان فى تطوير الالات المستخدمة او اضافة بعض النكهات الى المياه الغازية وبالاخص نكهة الليمون .
• فى البداية كانت تستخدم تلك المياه الغازية فى الطب والعلاج ولكنها سرعان ما انتشرت بين اوساط الامراء والاثرياء.
• وتعد شركة شويبس من اوائل الشركات الرائدة التى  انتجت المياه الغازية والليموناضة بشكل تجارى وبكميات كبيرة .
• ومن ذلك الوقت توالت التحسينات والتعديلات على المياه الغازية الى ان وصلت الى شكلها الحالى.
• ومنها اصبحت من اكثر المشروبات استهلاكا فى عالمنا الحديث بين الكبار والصغار على حد سواء .

ومما يدعو للقلق فان نسبة السكر الموجودة فى مشروب غازى واحد فقط من المشروبات  الغازية المحلاة بالسكر تتخطى نسبة السكر المقترح استهلاكها فى اليوم بنسبة تتراوح ما بين 20 الى 25 جرام كما اوضحت منظمة الصحة العالمية سنة 2015.

المشروبات الغازية و الوزن ..

• ارتبط استهلاك مثل تلك المشروبات بزيادة الوزن وخطر الاصابة بمتلازمة الايض ومرض السكرى من النوع الثانى.
• وعلاوة على ذلك فان استهلاك كميات كبيرة من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر يزيد من خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم وامراض الشريان التاجى.
• بالاضافة الى تغيرات مرضية فى نسبة الدهون ودلالات الالتهاب.
• بل انها من الممكن ان تزيد من خطر الاصابة بالسكتة الدماغية وامراض القلب والخرف.
• عللت الدرسات بأن استهلاك المشروبات الغازية المحلاة بالسكر يؤدى الى زيادة كبيرة فى نسبة سكر الجلكوز والانسولين فى الدم.
• و كل هذا يزيد من احتمالية الاصابة بالسكتة الدماغية والخرف.

• لقد قام الباحثيين فى جامعة بوسطن بدراسة اسباب الوفاة لاكتر من 50000 من مرضى القلب فى الولايات المتحدة الامريكية.
•  و كان من اكثر تلك المسببات هو الاستهلاك الزائد للمشروبات الغازية المحلاة بالسكر.
• مما جعل تلك المشروبات من اهم مسببات الوفاة لمرضى القلب عند الشباب و اليافعين.

• حديثا اتجه الكثير من الاشخاص لاستهلاك مشروبات الحمية كبديل صحى للمشروبات الغازية المحلاة بالسكر وذلك لاحتوائها على بدائل السكر كمحلى .
• بدائل السكر تلك هى مضافات غذائية تعطى مذاق السكر الحلو مع نسبة سعرات حرارية  اقل بكثير من السكر او حتى بدون سعرات حرارية اطلاقا.
• بعض بدائل السكر تلك يمكن الحصول عليها  من مصادر طبيعية  مثل الاستيفا stevia .
• البعض الاخر يتم تصنيعها ويطلق عليها عادة المحليات الاصطناعية أو artificial sweeteners و تلك التى عادة يتم استخدامها فى مشروبات الحمية  او المشروبات المحلاة اصطناعيا.

ماذا عن المحليات الصناعية ؟

• ومن امثلة المحليات الاصطناعية السكارين والسكرلوز و الاسبرتام و النيوتام.
• تلك المحليات الاصطناعية  تعطى طعما أكثر حلاوة من السكر الطبيعى (السكروز) .
• يكفى اضافة القليل منها للحصول على درجة الحلاوة المطلوبة مع القليل من السعرات الحرارية اوحتى  بدون سعرات حرارية.
• لذلك فان المشروبات المحلاة اصطناعيا و مشروبات الحمية  يتم الترويج لها كبديل صحى للمشروبات الغازية المحلاة بالسكر.
• و كل هذا زاد من معدلات  استهلاكها عالميا وخاصة بين الاطفال والشباب.
• إن الجمعية الامريكية للقلب والجمعية الامريكية لمرض السكرى قد حذرت من استخدام المحليات الاصطناعية كبديل منخفض السعرات الحرارية  للسكر.
• حذرت منها فى علاج السمنة او متلازمة الايض او مرض السكرى خاصة فى ظل عدم التاكد من الفوائد او الاضرار من استخدامها.

 اذا تتبعنا بعض تلك المحليات الاصطناعية سواء طريقة تصنيعها او الاثار الناتجة من الاستهلاك المستمر لها تزداد التساؤلات ؟

فوائد و مضار المحليات الاصطناعية

السكارين Saccharin sodium salt hydrate

• مثال السكارين ذلك المركب الكيميائى الذى يطلق عليه  علميا اسم البنزويك سلفا اميد يعطى مذاق اكثر حلاوة  ب 300 الى 400 مرة عن مذاق السكر العادى.
• الا انه  يترك مذاق لاذع او طعم معدنى فى الفم بعد فترة من اكله .
• وصنع السكارين لاول مرة فى عام 1879 حينما  اكتشف الكيميائى قسطنطين فالبيرج وجود مادة ذات مذاق حلو بعد عمله فى المعمل على مادة فحم القطران تلك المادة اطلق عليه لاحقا اسم السكارين.
• ازداد استهلاك السكارين فى الحرب العالمية الاولى كبديل للسكر.
• وفى السبعينيات بدء استخدامه فى الحميات الغذائية كبديل  صحى للسكر لعدم احتوائه على اى سعرات حرارية.
• وبسبب زيادة استهلاكه من ذلك الحين اهتم الكثير من الباحثين بمعرفة الفوائد والاضرار الناتجة من استخدامه.
• فقد استطاع البعض اثبات ان الاستهلاك المتكرر للسكارين تسبب فى احداث سرطان البروستاتا للذكور الفئران و بالاخص عند الاستهلاك بكميات كبيرة.
• ولكنهم فشلوا فى ايجاد مثل تلك العلاقة فى الانسان كما ان بعض الابحاث نفت حدوث مثل هذا التأثير عند كلا من الفئران والانسان.
• ذكر المعهد القومى للصحة بالولايات المتحدة الامريكية الاعراض الجانبية للسكارين تشمل الغثيان والاسهال والقئ وفقدان الشهية.
• كما أن الابخرة الناتجة من حرق السكارين هى ابخرة سامة لاحتوائها على الكربون واكسيد الكربون .
• ولكن المعهد ايضا  لم يستطع ان يجزم على صحة او عدم  صحة تسبب السكارين لسرطان البروستاتا حتى عند الحيوانات.

• الاسبرتام فيعد من أكثر المحليات الاصطناعية استخداما فى المشروبات او فى المأكولات المختلفة كبديل للسكر منخفض السعرات الحرارية.
•  فاستهلاك جرام واحد من الاسبرتام يعطى اربع كيلو سعر حرارى فقط  وبما أن مذاقه يعادل تقريبا 200 مرة الطعم الحلو للسكر. ويستخدم منه كمية قليلة جدا لاعطاء المذاق المطلوب ولذلك يمكن اعتباره منعدم السعرات الحرارية .
• والاسبرتام هو الميثل استر لنوعين من الاحماض الامينية  حمض الاسبارتك والفينيل ألانين وبعد عملية الهضم داخل جسم الانسان.
• يتحول الاسبرتام الى حمض الاسبارتك و الميثانول و الفينيل ألانين.
• وتعتبر مادة الفينيل ألانين مادة خطرة لمرضى بيلة الفينيل كيتون وهو مرض وراثى ناتج من خلل فى التمثيل الغذائى للفينيل ألانين.
• ينتج عنها تراكم الفينيل ألانين مما يؤدى لحدوث تشنجات و تغيرات سلوكية و اضطرابات عقلية للحد الذى يصل الى الاعاقة الذهنية.
• لذلك تلزم كل من الولايات المتحدة الامريكية وانجلترا مصنعوا الاغذية والمشروبات المحتوية على الاسبرتام كتابة تنبيه على اغلفة تلك الاطعمة والمشروبات لوجود الاسبرتام  بها.
• بالاضافة الى هذا اجرت منظمة اوربية غير هادفة للربح  بايطاليا بحث حول اضرار الاسبرتام.
• ومن خلال هذا البحث ثبت ان الاسبرتام يسبب السرطان عند الفئران الا ان ادرة الغذاء والدواء الامريكية نفت مثل هذا التأثير.
• كما اثبتت بعض الابحاث على وجود تاثير على السلوك العصبى والاستيعاب والقدرة على حل المسائل الرياضية وخاصة عند الاطفال
• بسبب استهلاك الاسبرتام الا ان هناك فى المقابل ابحاث اخرى نفت مثل ذلك التأثير و بالاخص عند استخدام الاسبرتام فى الحدود الامنة.
• و بالرغم من التضارب الشديد بين نتائج لابحاث الا ان المعهد القومى للصحة بالولايات المتحدة الامريكية قد نبه لخطورة الاستهلاك المتكرر للاسبرتام.
• وحذر من وجود خطر على بعض الاجهزة الحيوية للجسم بالاخص فى حالة الاستهلاك المتكرر..
• ومن المثير للدهشة ان بعض الابحاث ربطت استخدام الاسبرتام بزيادة الوزن على عكس المتوقع من استخدامه لانقاص الوزن.

• و تعد الاستيفا هى احدى بدائل السكر الطبيعية التى تستخرج من نبات يحمل نفس الاسم الاستيفا وكيمائيا.
• يحتوى سكر الاستيفا على جليكوسيدات الاستيفول ويعدل مذاقه الحلو حوالى 150 مرة طعم السكر العادى .
• وقد استخدم الاستيفا من قبل السكان الاصليين لامريكا الجنوبية منذ اكثر من الف عام.
•   وكانوا يطلقون على نبات الاستيفا اسم العشبة الحلوة.
• واستخدم البرازيليون  اوراق الاستيفا لتحلية مشروباتهم وادويتهم.
• ويعد اليابانيون هم اول من استخدم الاستيفا كبديل للسكر وصنعه بشكل تجارى.
• ويعد اليابانيون من اكثر الشعوب استهلاكا للاستيفا كمحلى بديلا عن سكر فى المشروبات او الاطعمة .
• وبالرغم من انتشار استخدام الاستيفا كمحلى بديل للسكر فى كثير من دول العالم وبداخل الولايات المتحدة الامريكية ايضا.
• إلا أن هيئة الغذاء والدواء الامريكية FDA حتى الان لم توافق على استخدام اوراق الاستيفا بشكل رسمى كمحلى بديل للسك.
• و لكن وافقت هيئة الغذاء والدواء الامريكية FDA على استخدام مستخلص نبات الاستيفا .
• كما تنصح الجمعية الامريكية لمرضى السكرى باستخدام الاستيف كبديل صحى للسكر منخفض السعرات الحرارية بدون حدوث اى اضرار على مرضى السكرى .
• وعلى الرغم من ذلك فان بعض الابحاث  المعملية حذرت من قدرة جليكوسيدات الاستيفا على احداث طفرات جينية والتى ممكن ان تؤدى الى احداث السرطان.
• وعلى الجانب الاخر اثبتت ابحاث اخرى عدم حدوث مثل هذا التأثير على الانسان فى حال استخدامه حسب الجرعة وطريقة الاستخدام المتعارف عليها.  

فوائد و أضرار المحليات الاصطناعية ..

• تأتى حالة عدم التاكد بسبب النتائج المتضاربة للابحاث والدراسات المختلفة على تأثير مثل تلك المواد.
• بعض الدراسات اثبتت عدم وجود اى اضرار على المدى القريب اوالبعيد لاستخدام المحليات الاصطناعية.
• فحين ان الكثير من الدراسات الرصدية الكبيرة أثبتت العكس مثل الدراسة التى قام بها الباحثون فى جامعة مانيسوتا.
• بحثت فى اسباب خطر الاصابة بتصلب الشرايين نتيجة اتباع انماط مختلفة من الحميات التقليدية الخاصة بالولايات المتحدة الامريكية.
• والدراسة التى قام بها الباحثون بمعهد فرمنجهام للقلب لمعرفة العلاقة بين استهلاك المشروبات الغازية وخطر الاصابة بامراض القلب ومتلازمة الايض عند البالغين.
• و بالاضافة الى دراسة جامعة هيوستن التى درس فيها الباحثون العلاقة بين استهلاك مشروبات الحمية وخطر الاصابة بمرض السكرى و متلازمة الايض فى مرضى تصلب الشرايين .
• كل الدراسات أثبتت وجود علاقة بين استهلاك مشروبات الحمية الغازية وزيادة خطر الاصابة بمرض السكرى ومتلازمة الايض.
• علاوة على ذلك فان الدراسة التى قام الباحثون بجامعة ميامى على مجموعة من الاشخاص فى شمال مانهاتن.
• أشارت لوجود علاقة بين استهلاك مشروبات الحمية  الغازية وزيادة خطر الاصابة بالسكتة الدماغية واحتشاء القلب والموت الوعائى .

دراسة جامعة بوسطن !!

• جتمعة بوسطن قامت بدراسة رصدية كبيرة  قام بها فريق من الباحثيين من جامعة بوسطن استمرت لمدة عشر سنوات كاملة .
• فى هذه الدراسة انتهى الباحثون علاقة بين الاستهلاك المتكرر للمشروبات الغازية  المحلاة بالسكر و المشروبات المحلاة اصطناعيا.
• اهتمت الدراسة بالنتائج على المدى الطويلو علي المدي القصير و أثرها في زيادة خطر الاصابة بالسكتة الدماغية و الخرف.
• علاوة على ذلك فان فريق البحث أكد بالاخص على وجود علاقة قوية بين الاستهلاك المتكرر للمشروبات الغازية المحلاة اصطناعيا.
• و أيضا علاقة بين الاستهلاك المتقطع  لتلك المشروبات.
• ولكن لفترة طويلة وبين زيادة خطر الاصابة بالسكتة الدماغية الاقفارية خصوصا و الخرف و خرف  الزهايمر.

ومن خلال كل تلك النتائج وغيرها تأكد للكثير من الباحثين خطورة المشروبات المحلاة اصطناعيا و المشروبات الغازية  المحلاة بالسكر على السواء على صحة الدماغ والقلب

• رغم تلك الدراسات الا أن هناك دراسات نفت وجود علاقة بين استهلاك المشروبات المحلاة  وخطر الاصابة بالأمراض القلبية .
• الا ان هنالك شبه اجماع على خطورة مثل تلك المشروبات على صحة الدماغ وبخاصة اذا تم استهلاكها بشكل دائم ولفترة طويلة.
• ولذلك نحتاج للكثير من الابحاث الرصدية الكبيرة التى تحتوى على عينات مختلفة من البشر للتأكد من تلك النتائج المتضاربة.
• و منها معرفة التأثير لتلك المشروبات خاصة فى ظل  زيادة استهلاك المشروبات الغازية بكافة انواعها وخاصة مشروبات الحمية.